ظللت طويلا أسائل نفسي: لماذا قبلت الكتابة في
هذا الموضوع من فورك دون أن تأخذ وقتًا للتفكير الذي قد يقود للاعتذار.. وهل
مجاملة الأصدقاء يمكن أن تجور على القناعات التي هي عندي الاحتفاظ بمسافة فاصلة
بين صاحب القلم وبين صاحب القرار؟!
جاء التساؤل مرتبطًا بحقيقة أنني لا أملك أي
معلومات تفصيلية عن شخصية وتكوين وحياة السيدة زوجة السيد رئيس الجمهورية، وأعتقد
أن هذه المعلومات قد تتوافر فقط عند الأسرة، ومرتبطًا بتخوف أن يعتقد البعض صوابًا
أو خطأً أنها سطور للنفاق الاجتماعي المتجه لأعلى دائرة في سماء العمل العام، وتخوف
أكثر شدة، وهو أن يُشتمُّ من هذه السطور- على ضوء المادة الصحفية التي ربما تنشر
في العدد نفسه من حواء- أنها مساهمة في محاولة فرض دور عام لهذه السيدة، مما قد
يعيد للأذهان أدوار سيدات كن ملء السمع والبصر وظللن يطمحن إلى المزيد، حتى صار
السمع صمما والبصر كليلا من شدة الامتلاء.. وكان ما كان!
رغم ذلك، فإن الكتابة لمجلة حواء وللمرة الأولى
مغرية من حيث إنها مجلة متخصصة في شؤون المرأة، والمرأة لها في حياتنا، وحياتي أنا
شخصيًا، مرتبة متقدمة تسبق كل المراتب! ناهيك عن أن لحواء في الذاكرة مكانتها
أيضًا منذ أن كنت أمضي في شوارع طنطا باحثًا عنها وعن "بنت النيل"
لتقرأها أختي الكبرى وأمي وتحصلان على "الباترون"!
والكتابة أيضا عن الدور القيادي للمرأة أمر لا
يقل أهمية إن لم يتفوق على أمور أخرى، حيث لعبت المرأة المصرية ولا تزال دورا غير
منكور في حسم الاختيارات السياسية خلال أحرج وأدق المنعطفات.
في حياة المصريين نساء وصلن لدرجة التقديس، وإذا
كانت المحروسة تتميز بالضفاير.. ضفاير البنات.. ضفاير خوص النخيل.. ضفاير حبال
الليف.. فإن لها وفيها ضفاير أخرى حضارية وثقافية غير موجودة في أي مطرح آخر على
وجه البسيطة.. وهنا أضرب مثلا بضفيرة الخمسة وخميسة، حيث الخمسة معروفة كرقم أما
الخميسة فهي مصغر خمسة.. الخمسة وخميسة التي تحمي مصر من كل عين شريرة ومن كل حاسد
موتور ومن كل شر بوجه عام.. إذ ظللت أجتهد لأجد أن الخمسة المصرية عين الخمسة
العبرانية.. فالأخيرة العبرانية هي كف الدم الذي يزين مداخل البيوت، حيث تغمس اليد
بأصابعها في دم الذبيحة ثم تطبع حتى لا يأتي ملاك الموت لقبض أرواح ساكني الدار،
وأصلها مرتبط باللعنات التي استنزلها في التوراة النبي موسى على المصريين، وكان
منها لعنة موت البكور، أي الابن البكر للبشر وللحيوان، وعندما قال أتباع موسى له:
كيف سيميز الملاك منازلنا عن منازل المصريين؟ طلب إليهم أن يذبحوا ذبيحة ويغمسوا
أياديهم فيها ويطبعونها على الأبواب فيتم تمييز البيوت.
أما الخمسة المصرية، التي هي والخميسة في عين
العدو، فمقصود بها الأسر الخمس المقدسة التي زارت مصر وعاشت فيها وباركتها وتباركت
بها: النبي إبراهيم وأسرته، والنبي يعقوب وأسرته- أي يوسف وإخوته- والنبي
موسى وأسرته، والأسرة المقدسة المسيح والعذراء ويوسف النجار.. ثم آل بيت النبي
محمد- صلى الله عليه وسلم- الذين اختاروا مصر ملجأ آمنًا يحميهم من الإبادة على يد
الأمويين!
أما الخميسة- أي خمسة غير كاملة- أي ثلاثة، فهي
العجب العجاب، إذ وجدتها ثلاث نسوة هن ايزيس والعذراء مريم والسيدة زينب ابنة
الإمام عليّ وشقيقة الإمام الحسين.. أي أم هاشم الطاهرة.. والعجيب أن المصريين
جعلوا من السيدة زينب بتولا أي طاهرة مثلها مثل البتول إيزيس التي أنجبت ابنها
حورس بدون علاقة زوجية مع زوجها وأخيها أوزيريس الذي قتله إله الشر "ست"
ومزّق جسده وألقى أشلاءه في أفرع النيل التي تجاوزت آنذاك أربعين فرعًا، وأتت
إيزيس ولملمت الأشلاء ورصتها وتمددت إلى جوارها فحملت حملا معنويًا في إله الخير
حورس.. أما العذراء مريم فقد أنجبت بغير زواج هي الأخرى، وقصتها معروفة، إلى أن
قرر اليهود والرومان أن يفتكوا بابنها وكان ما كان في أسبوع الآلام مشهد الجلجلة
وهي واقفة تبكي في صبر.. ثم جاءت أم هاشم- التي وضعها المصريون في مصاف القدسية-
فصارت طاهرة رغم أنها تزوجت، وفعلوا ذلك لأنها هي الأخرى عاشت محنة أسرتها ومصرع
أخيها سيد شهداء أهل الجنة في معركة كربلاء وحمت بجسدها الطاهر ابنه عليّ زين
العابدين، وتقدمت ركب السبايا من أحفاد المصطفى، حتى كان المشهد الرهيب أمام يزيد
ابن معاوية!
هكذا هي الخميسة حامية مصر.. وهكذا هي المرأة في
وجدان المصريين! التقديس والمكانة العليا الرفيعة للمرأة المخلصة الوفية المضحية
الصابرة صاحبة الدور الذي يترجم ذلك كله!
إذن هو الإخلاص والوفاء والتضحية والصبر ما يعطي
المرأة مكانتها في وجدان المصريين! وليس أي شيء آخر منذ تربعت الخميسة
"إيزيس- العدرا- أم هاشم" على عرش حماية المحروسة مع الخمس أسر المقدسة،
مرت عشرات الحالات لنساء قمن بأدوار سجلها التاريخ.. منها الإيجابي وفيها السلبي،
وثبت أن استلاب الأدوار واصطناعها وفرضها عنوة- ولو بالقوة الناعمة والتسلل- لا
يمكن أن يكفل المكانة المستهدفة، وإن ظهر على السطح غير ذلك.
وفي مصر الحديثة والمعاصرة، أي منذ حملة بونابرت
على مصر "الحملة الفرنسية" قبيل نهاية القرن الثامن عشر وإلى الآن، عرفت
مصر نساء من النوعين.
وكان استقرار الأسرة العلوية في الحكم ووجود
أسرة مالكة مصرية مجالا لبروز الدور الاجتماعي لمن تحمل لقب الملكة. ولمن يحملن
لقب أميرات.. وتم تخصيص ألقاب وأوسمة للنساء تحديدا، فهناك صاحبة الجلالة الملكة،
وصاحبة الجلالة الملكة الوالدة- ويطلق على أم الملك التي كانت ملكة من قبل- ثم
صاحبات السمو الملكي الأميرات.. وهناك صاحبة العصمة، تلك التي تحصل على وسام
الكمال!
وكانت السيدة أم كلثوم قد حصلت على الوسام، ومن
ثم اللقب، بعدما حضر الملك فاروق حفلا لها تجلى فيها إبداعها بأغنية "الليلة
عيد" وذكرت اسم "مليكي"!
وعلى الجانب الآخر كانت هناك القيادات النسائية
الشعبية صفية زغلول زوجة سعد زغلول، وهدى شعراوي، وأسماء عديدة كسيزا نبراوي وهلم
جرا!
واخترع الشعب ألقابًا موازية للألقاب الرسمية،
فكانت كوكب الشرق.. وسلطانة الطرب.. وسيدة الشاشة العربية وغيرها، إلى أن قامت
ثورة يوليو وانتهى العصر الملكي، ولم تعد هناك ملكة ولا صاحبات سمو ملكي، ولا
صاحبات عصمة، وإن بقي وسام الكمال مع أوسمة ونياشين أخرى تمنح للجنسين.. ولأنها
أصبحت جمهورية والكل سيد ومن ثم سيدات في ظلها، وألغيت الألقاب وأصبح العمل
والانتماء هما المعيارين اللذين يحددان قيمة الإنسان رجلًا كان أم امرأة، وانفتح
الباب أمام الفئات الشعبية من الطبقة الوسطى وما هو أدنى منها، وكانت النقلة
الكبرى هي حصول المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشيح للبرلمان، وبعدها وصولها
لمرتبة الوزير، حيث كانت الدكتورة حكمت أبو زيد أول امرأة مصرية تتولى الوزارة!
بعدما عرفت مصر صحفيات وعالمات أكاديميات مرموقات في مختلف المجالات.
مع ثورة يوليو، خاصة تولي جمال عبد الناصر منصب
رئيس الجمهورية، انتهت ملامح حقبة الألقاب إياها، وتلاشت تقريبًا مظاهرة الأبهة
التي كانت تسطع في كل حفل اجتماعي تشهده سمو الأميرات وصاحبات العصمة، حيث كان
استعراض المجوهرات ذات أثمن الأحجار الكريمة والمصممة في أعرق وأشهر البيوت
العالمية واستعراض معاطف الفرو التي كان الواحد منها يساوي ثروة طائلة.. وهلم
جرا.. وكانت حكاية الأعمال الخيرية والليونز والروتاري هي اللافتة التي يتم تحتها
كل الألوان التي يختلط فيها الحقيقي بالمزيف.. ومع الثورة ومع شعارات "كلنا
سيد" في ظل الجمهورية و"كلنا عامل" من رئيس الجمهورية إلى الفلاح، ومع
صعود طبقات بأكملها من تحت خط الفقر، وهبوط طبقات أخرى ألغيت الألقاب كما أسلفت،
واختفت مزادات استعراض الثروة من المجوهرات والفراء وأحدث صيحات الموضة، وقبل كل
هذا وبعده لم تصبح هناك وريثة لجلالة الملكة، لأن عبد الناصر الصعيدي المصري
العربي المهموم بقضايا وطنه، العزوف عن كل مجالات الأبهة والفخامة، والذي كان
محتفظا بكل التقاليد وبكل العادات التي حكمت حياته فيما كان ضابطا صغيرا وحتى رتبة
البكباش "المقدم" فكان حلاقه هو نفسه، وكذلك الخياط "الترزي"
ونمط الأكل وطراز الملبس، وكانت زوجته- وهي ابنة أسرة ميسورة من تجار السجاد- تشبه
قريناتها من الطبقة الوسطى، لكنها في الوقت نفسه حملت الملامح التي بسببها أنزل
المصريون المرأة مكانًا عليًا.. مكانة إيزيس والعدرا وأم هاشم.. لأن تحية كاظم
عرفت التضحية مبكرًا بأمنها وأمن أولادها واستقرارهم، بعدما عرفت بطريقة أو أخرى
أن زوجها يقود تنظيما سريا في الجيش للإطاحة بنظام الحكم الملكي، وعرفت أيضًا
مشاركة زوجها في ظروف عمله القاسية عندما توجه ناصر إلى ميدان القتال في فلسطين
اثناء حرب 1948، ومن يطالع الخطابات المتبادلة في تلك المرحلة سيعرف حجم التضحية..
وظل السلوك نفسه مستمرا في كل المراحل حتى عندما أصبح الزوج زعيمًا ليس لمصر فقط
وإنما للأمة العربية والعالم الثالث كله، وصار واحدًا من المرموقين في العالم، إذ
لم تتجاوز الزوجة الحدود التي التزمت بها وظلت الأم والزوجة الرمز التي هي الستر
والغطا.. وهي السند.. وهي الصدر الحاني وهي كاتمة السر وهي أيضا القانعة بأن تعيش
عيشة أهلها، أي جموع المصريين، لأن الزوج الرئيس والزعيم كان إذا وجد أدنى درجة
ابتعاد عن ذلك سأل من فوره: هل بقية المصريين يستطيعون أن يفعلوا أو أن يقتنوا مثل
هذا؟!
بالتضحية والصبر والتحمل والقدرة الدائمة على
العطاء سكنت تحية كاظم قلوب الناس وظلوا يقدرونها لدرجة أنهم منحوها لقب
"السيدة الجليلة"، التي أصرت على لبس ملابس الحداد بعد رحيل زوجها، وكم
كانت المتغيرات درامية بعد هذا الرحيل.
يحكي الذين عاشوا بداية تلك المتغيرات أن زوجة
الرئيس الجديد أنور السادات دعت نساء كبار المسؤولين لحفل عشاء بعد أن مضى
"أربعين" عبد الناصر.. وذهبوا كما كانوا يذهبون أيام جمال عبد الناصر
بملابسهم العادية دون أي بهرجة أو مجوهرات مستفزة.. وإذا بالمضيفة تضحك قائلة بصوت
مسموع للجميع: "ما هذا الذي أنتم فيه.. فين اللبس والمجوهرات؟ طلعوها.. ما
خلاص مات من كنت تخشون الحساب منه"!
وللحقيقة فإن الرئيس السادات كان عاشقًا للأبهة،
حيث نقل المقر الرسمي للرئاسة إلى قصر عابدين، وفضل السكنى في فيللا فخمة على شاطئ
النيل.. وكان يحب الملابس فائقة الشياكة- سواء في الزي المدني "البدلات"
أو "الزي العسكري"- لأنه هو الذي قرر ارتداء زي عسكري من طراز أقرب إلى
الطرز النازية المشهورة.. وسمح للمصورين أن يصوروه وهو يحلق ذقنه وهو بالملابس
الداخلية وملابس التريض.. وكان هذا بمثابة إذن علني للسيدة زوجته أن تنطلق بدورها،
فكانت الانطلاقة التي رأى البعض أنها بلا حدود، ووصل الأمر إلى صدمة الوجدان المصري
عندما سمح لرجل أجنبي- هو رئيس دولة أخرى- أن يطبع قبلته على وجه زوجة الرئيس
المصري، أو أن تظهر إحدى البنات بأكتاف عارية أمام أجانب في حفل رسمي كان أبرز
حضوره مناحم بيجين، وعندما حاول حسن التهامي- مستشار الرئيس- أن يغطي الأكتاف
العارية نهره الرئيس قائلا "سيبها على راحتها يا حسن"!
في هذا المناخ.. كان الإصرار على أن يحل لقب
"سيدة مصر الأولى" محل لقب "جلالة الملكة"، وبدأت مسيرة
مزادات الحضور للأعمال الخيرية والأنشطة الاجتماعية، وتبارت السيدات في الاقتراب
من الهانم التي اتسع نفوذها لتعطي وتمنع وتنهي خدمات أو تجدد خدمات لكبار
المسؤولين حتى درجة وزير!
وكان ذلك إيذانًا- على الناحية الأخرى- لكي يصبح
بيت الرئيس هدفًا لخصومه في الداخل والخارج، وخلط كثيرون بين الاختلاف مع سياسات
السادات ومواقفه، ومن ثم انتقاده والهجوم عليه، وبين استهداف زوجته، وكانت الذروة
هي ما قاله معمر القذافي عن حرم الرئيس السادات لدرجة أدت للقطيعة ونشوب حرب بين
البلدين، والذروة الأعلى هي ما تردد في هتافات وشعارات أحداث يناير 1977، وكانت
الألفاظ جارحة إلى أقصى حد.
وضعت جيهان- التي تمتد بعض جذورها إلى جدة من
مالطة- الأساس لحكاية سيدة مصر الأولى.. التي أصبحت السيدة الأولى على عصر حسني
مبارك، وهنا انتقلت الظاهرة إلى مرحلة أكثر تعقيدًا، إذ تميزت السيدة الأولى
الجديدة "سوزان ثابت"، التي تمتد بعض جذورها إلى أخوال إنجليز، بميزات
لم تكن موجودة عند سلفها جيهان، إذ هي أكثر ثقافة، رغم أن الأولى أخذت درجة
الدكتوراه في الأدب من جامعة القاهرة، وأكثر صرامة في تعاملها مع محيطها من
الوزراء وموظفي الرئاسة، ابتداء من رئيس الديوان وأنت نازل، بل وصل الأمر بسوزان
ثابت إلى أن تتدخل علنا أمام كاميرات التليفزيون في شأن الرئيس عندما طالبته أن
يحمل علم مصر ويلوح به أثناء مباراة كرة قدم، وإذا بالمشير طنطاوي قائد عام القوات
المسلحة يقول لها: لا، نحن من يحمل العلم ونحيي سيادة الرئيس وليس الرئيس من يحمل
العلم!
كان لنشاط جيهان رؤوف وسوزان ثابت أوجه إيجابية،
كالوفاء والأمل ومشروع القراءة للجميع، ولكن هذه الإيجابيات اقترنت بالتسلط
والتجاوز، ولذلك تربص المصريون بهما، وعند زوال السلطة عنهما كان ما كان مما نعرفه
جميعا!
وبينما كانت تحية كاظم سترا وغطاء وكاتما لسر
زوجها أثناء تنظيم الضباط الأحرار وعند الثورة.. لم تخف جيهان رؤوف أنها قالت
لزوجها عندما عرفت أنه مطلوب أن يذهب للمشاركة في قيام ثورة يوليو: لو رحت وحبسوك
فلن أسأل عليك، ويبدو أنه كان يعرف ما عندها، لأنه ذهب إلى السينما ليثبت أنه كان
فيها، لو حدث وفشلت الثورة!
وأيضا يروي الذين شاهدوا ما جرى بعد 25 يناير
2011 في القصر الرئاسي أن سوزان ثابت كانت الأشد في التمسك بالرئاسة، ولو ذُبح
الشعب المصري كله، ولم تساعد زوجها في اتخاذ قرار التنحي.. وقبل ذلك لم تساعد
أسرتها في التحرر من قبضة الزهو الرئاسي، بأن عرف الجميع أنها كانت في مقدمة- أو
هي الأولى في- مشروع التوريث! لأنها- حسبما ذهب البعض- أرادت أن تبقى كما هي، حتى
لو ترك زوجها الرئاسة، لأن ابنها سيكون الرئيس، مثلما كان الحال في العهد الملكي
بالنسبة "لجلالة الملكة الوالدة أو الأم" وكان يطلق على الملكة نازلي أم
فاروق!
والآن فإن السيدة حرم رئيس الجمهورية لن تكون-
ولا ينبغي أن تكون- تكرارا لأحد، سواء تحية كاظم أو جيهان رؤوف أو سوزان ثابت..
لأنها يجب أن تكون كما هي نفسها، وأن تختار على ضوء ثقافتها ومعرفتها بظروفها
الإنسانية في الأسرة وفي محيطها.. والشرط الوحيد لهذا الاختيار هو من نقطتين،
الأولى: أن تحسن اختيار من تستشيره ومن يمكن أن يرسم معها شكل ومضمون دورها، لأنه
كم من حفرة هاوية سحيقة حفرها المنافقون المنتفعون.. والثانية: أن تتحصن بالثقافة
التي تتيح لها قراءة وقائع تاريخ بلاط الرئاسة في مصر.. وأظنها ستفاجأ بما شهدته
البلاطات الملكية والرئاسية من أحداث وصراعات علنًا وفي الكواليس.
نشرت في مجلة حواء
بتاريخ 4 فبراير 2017.
No comments:
Post a Comment